لم تكن حادثة ترحيل محمود عبد المنعم "كهربا" من معسكر الأهلي في الإمارات وخصم مليون جنيه من مستحقاته المالية سوى فصل جديد في سلسلة من الأزمات التي أصبحت عنوانًا لمسيرة اللاعب في الأهلي.
وعلى الرغم من كونه أحد النجوم البارزين في كرة القدم المصرية، فإن تصرفات كهربا المتكررة والمثيرة للجدل قد أضرت بعلاقته مع النادي الأهلي وأثرت على مستقبله داخل الفريق.
الشرارة الأخيرة اشتعلت بعد مباراة السوبر أمام سيراميكا كليوباترا، مساء أمس الأحد، حيث أبدى اللاعب استياءه من عدم مشاركته في اللقاء بطريقة غير لائقة، ما أثار توتراً بينه وبين المدير الفني السويسري مارسيل كولر.
لم يمر هذا التصرف دون عقاب، حيث جاء القرار الحاسم من المدير الرياضي الجديد محمد رمضان، بعد اجتماعه مع إدارة الفريق في أبوظبي ، بترحيل اللاعب إلى مصر وفرض غرامة مالية ضخمة عليه، ليس ذلك فحسب، بل تم عرضه للبيع، في خطوة غير مسبوقة تعكس التغيير الكبير في إدارة الكرة بالأهلي مقارنةً بالماضي.
محمد رمضان أظهر أن الأهلي الحالي ليس لديه مكان للتسامح مع التجاوزات، فقراره يعكس التوجه الجديد الذي يسعى لفرض الانضباط داخل صفوف الفريق بشكل صارم، حيث لم يعد النادي يتحمل تصرفات اللاعبين التي تخرج عن نطاق الاحترافية خاصة بعد خسارة السوبر الإفريقي، والمستوى السيء الذي ظهر عليه لاعبو الفريق.
قرار المدير الرياضي الجديد، يأتي كإشارة قوية إلى أن الأهلي لن يتهاون مع أي تجاوزات أو تصرفات غير مسؤولة، خلال المرحلة المقبلة مهما كانت مكانة اللاعب، فالنادي الذي طالما عرف بالانضباط والاحترافية، يسعى الآن لإعادة ضبط الأمور وحماية قيمه الأساسية.
تاريخ كهربا مع الأزمات ليس بجديد، فقد سبق له أن أثار المشاكل سواء مع زملائه أو مع الفرق المنافسة، فأولى أزماته الكبرى كانت في 2021 حين اشتبك مع الحارس محمد الشناوي في التدريبات، مروراً بمشادات مع لاعبي الفرق المنافسة مثل طارق حامد لاعب الزمالك السابق، وحتى أثناء تواجده في الزمالك، دخل في صدامات مع جماهير النادي الفريق الأبيض، مما عمق التوتر بينه وبين ناديه السابق.
اليوم، يجد كهربا نفسه أمام تحدٍ كبير، فإما أن يعيد النظر في تصرفاته ويعمل على استعادة ثقة النادي والجماهير، أو أن يكون قراره بالرحيل خطوة لا رجعة فيها.